السبت، 20 مارس 2010

عن العشــــــ والهوىـــــــــق

الحمد لله ثم الحمد لله الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده ياربنا لك الحمد
كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت
كما أثنيت على نفسك وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد
أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله اما بعد

احبتى فى الله

إلى القلوب التي خشيت بمحبة الدنيا الفانية..
إلى القلوب التي تعلقت بعواطف ومشاعر وهمية تسقط بها
إلى قاع المخالفات والغفلات والمعاصى وتحجبها عن خالقها
الى من يبحث عن الحب الحقيقى من لا يعرف قيمة الحب فى الاسلام


الحب الحقيقى

الحب الذى غاب اليوم عن أفئدة المسلمين ولما غاب الحب عن أفئدة المسلمين
فاضت في تلك الأفئدة محبة أخرى محبة الدنيا محبة المال محبة الشهوات
محبة الكبرياء والعصبية فكيف الخلاص


يا من تسعى الى الحب يا من تطوق نفسك الى العشق
هنا فقط فى هذة السطور ستعرف معنى العشــ والهوىـــق

يعيش الانسان طيلة عمرة يتمنى ان يشعر بالحب وان ينال الرضا
من الطرف الاخر المعنى بهذا الحب ومن اجل هذا ينفق ويجزى فى العطاء
لكى ينال الرضا

فهل فكرتى يوما كيف ان الله يحبك
نعم اختى يحبك

ان الله على غنناه الواسع وقدرتة العظيمة يقبل القليل من اعمالنا
ويجازى عليها بالكثير هل علمتى احدا يرضى بالقليل مثل ربك
هل تعلمى ان كلمة الحمد لله تكفى لرضا الله عنك

هل تعلمى ان الله يغفر الذنوب التى اقترفتيها فى سنة ماضية او ستفعليها
فى السنة المقبلة بصيام يوم عرفة كما اخبرنا رسول الله فى صحيح البخارى
ما اعظمك يا رب يفعل العباد اشياء بسيطة على قدر طاقتهم فتعطيهم انت
على قدر كرمك

الا يكفي ات تذوبى عشقا لله عندما تعلمى ان الله يغفر الذنوب ويبدلها
الى حسنات اذا ادركتى انت بداخلك التوبة
فياة شوقاه لمن يرانى ولا اراه

هل تعلمى ان الله يغفر لك كل ذنوبك فى ثلاث دقائق
قال الرسول صلى الله علية وسلم من قال سبحان الله وبحمدة
فى يومة مائة مرة غفرت خطاياه وان كانت مثل زبد البحر
فكيف بعد كل هذا الحب والعطاء لا تستطيعى ان
تحبى الله


إن مما يتمناه كل مؤمن في هذه الدنيا التيقن من حب الله
عز وجل لانها اصل الايمان


وقد جاء في القرآن الكريم في هذا المعنى قوله تعالى: { قل إن كان آباؤكم
وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها
وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من
الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره
} (التوبة:24)

أمر الله تعالى بتقديم محبته ومحبة نبيه ومحبة العمل لأجله
على محبة هذه الأصناف الثمانية الأشياء الثمانية التي هي: القرابات والأموال ونحوها يقول:
لا تقدموا محبة قراباتكم على محبة ربكم وعلى محبة نبيه وعلى محبة الأعمال الصالحة التي يحبها
بل محبة الله ومحبة نبيه يجب أن تقدموها
على محبة كل شيء من الدنيا كلها حتى تكونوا بذلك صادقين في
أنكم تحبون الله تعالى. وكلها اشياء حلال ومباحة فما بالك بالتى تفضل وتقدم
اشياء نهانا الله عنها عن حب الله كاصرار على معصية وخلافة






وعن أنـس رضي الله عنه قال : قال رسـول الله صلى الله عليه وسـلم
«لاَ يُؤْمِنُ أَحَـدُكُمْ حَتَّى أَكُونَ أَحَـبَّ إِلَيْهِ مِنْ َوَالِدِهِ ووَلَدِهِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ»




لقد كان المصطفى صلى الله عليه وسلم الرحمـة المهداة والنعمة
المسـداة للعالمـين جمـيعا كانت ولادته للإسـلام فتحـا
وبعثته للهدى والإيمان فجـرا بدد الله به ظلمات الجـهل والشرك
وأخـرج به الناس من الظلمات إلى النور كان صلى الله عليه وسلم

أكرم الناس خـلقا وأوسـعهم صدرا وأصدقهم لهجـة وأكرمهم عشـرة وأوفاهم
عهدا وأجـودهم يدا وأسـخاهم نفـسا وأشـدهم صبرا
وأعظمهم عفوا ومغفرة وشـجاعة كريمـا بالمؤمنـين رءوف رحـيم.

فجـديرا بمن كان بتلك المنـزلة الرفيعة والخـلق الجم أن تتوجـه القلوب
لمحـبته وأن تلهج الألسـنة بذكره والصلاة عليه وأن تزداد النفوس شـوقا إلى لقائه
وصحـبته ودراسة شمـائله ومعرفة سـيرته وكريم خـلقه


فكيف تحبى الرسول

(لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا)- [الأحزاب/21].

إن البرهان الصادق لمحـبة النبي صلى الله عليه وسـلم وتعظـيمه وإجـلاله وطاعته هو تعظيم ما جـاء
به من الشـريعة الحـنيفية السمحة القائمة على الكتاب والسنة من غير غلو ولا جفاء كما فهمها سلف
هذه الأمة وطبقوها في واقع حـياتهم


فأين المحـبة أيها المسـلمون من أقوام يدعون محـبة المصطفى صلى
الله عليه وسـلم وتعظيمه ثم هم يهجرون سـنته أو يجـعلونها
عضـين فيأخـذون ما أحبوا منها ويدعون ما يكرهون ويخـالفون أمره
ويرتكبون نهيه ويبتدعون في دينه ويزيدون في شريعته ما لم يأذن به الله عـز وجـل.

-(قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِـبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْـبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْـفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِـيمٌ)- [آل عمران/31].




ومما سبق اختى الغالية نصل الى كيفية تحقيق والتماس هذا الحب
لله سبحانة وتعالى ولرسولة الكريم

يستطيع المؤمن الذي اتخذ من القرآن والسنة منهجاً لحياته أن يتلمس أثر حب الله
ورضاه في نفسه وذلك بطرق مختلفة اهمها رضاه عن الله عز وجل فمن كان راضياً
عن الله عز وجل كان ذلك من أبلغ الدلائل على رضا الله عنه

وقد أكّد ابن قيم الجوزية ان العبد يستطيع أن يتلمس أثر حب الله في قلبه في مواطن عديدة منها :

الموطن الأول

عند أخذ المضجع حيث لا ينام إلا على ذكر من يحبه وشغل قلبه به .

الموطن الثاني

عند انتباهه من النوم ، فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه.

الموطن الثالث

عند دخوله في الصلاة فإنها محك الأحوال وميزان الإيمان ... فلا شيء أهم عند
المؤمن من الصلاة كأنه في سجن حتى تحضر الصلاة فتجد قلبه قد انشرح واستراح
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم لبلال : "يا بلال أرحنا بالصلاة ".

الموطن الرابع

عند الشدائد والأهوال فإن القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا أحب الأشياء إليه
ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده " 
 


واحب اختم حديثى عن فوائد حب الله عز وجل

إن أول فائدة تعود على المؤمن الذي يحبه الله عز وجل هي أن يجعله من عباده المخلصين فيصرف بذلك عنه السوء والفحشاء قال تعالى : " كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين " يوسف : 24.


ومن فوائد حب الله عز وجل التي يجنبها المؤمن في الآخرة غفران الذنوب لقوله تعالى : " قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم " آل عمران ، 31.
ومنها الفوز والنجاة من عذاب يوم القيامة يروى انه سئل يعض العلماء أين تجد في القرآن ان الحبيب لا يعذب حبيبه ؟ فقال في قوله تعالى : " وَقَالَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاءُ اللَّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُمْ بِذُنُوبِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ بَشَرٌ مِمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَنْ يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَنْ يَشَاءُ " المائدة ، 18.


لهذا أدرك علماء الإسلام اهمية حب الله عز وجل فكانوا يسألونه تعالى هذا الحب في دعائهم ، ومن أدعيتهم في هذا المجال : " اللهم إني أسألك حبك وحب من يحبك وحب عمل يقربني إلى حبك اللهم ما رزقتني مما احب فأجعله قوة لي فيما تحب وما زويت عني مما أحب فأجعله فراغاً لي فيما تحب اللهم اجعل حبك أحبّ إليّ من أهلي ومالي ومن الماء البارد على الظمأ اللهم حببني إلى ملائكتك وانبيائك ورسلك وعبادك الصالحين ، اللهم اجعلني أحبك بقلبي كله وأرضيك بجهدي كله ، اللهم اجعل حبي كله لك ، وسعيي كله من مرضاتك ".

فليس بعد هذا الدعاء إلا التأكيد على أن من لم يكفه حب الله فلا شيء
يكفيه ومن لم يستغن بالله فلا شيء يغنيه .



 

0 التعليقات: