ان الحمد لله نحمدة ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور انفسنا
ومن سيئات اعمالنا من يهده الله فلا مضل له
ومن يضلل فلا هادى له
واشهد أن لا اله الا الله وحدة لا شريك له واشهد ان محمد عبده ورسوله
اما بعد اختى الغالية
هل فكرتى يوما أن تقيمى نفسك؟ هل فكرتى أن تغيرى من أخلاقك
فتزيدى رصيدك من الخلق الحسن وتتخلى عن الأخلاق السيئة؟
الا يكفيكى هذا الحديث عن الحبيب المصطفى
«أقربكم منى مجلسًا يوم القيامة أحاسنكم أخلاقًا، الموطئون أكنافًا، الذين يألفون ويؤلفون»
إذا كنت قد فعلت ذلك فهنيئا لكى وإذا لم تكنى قد فعلتى فابدئى
من الآن واخترى أخلاقك بنفسك.
هل كنتى حريصة على هذا الخلق العظيم
الوفاء بالعهد
فصدق الوعد خصلة كريمة من خصال الايمان وخلق عظيم من اخلاق الاسلام
عز وجودة وندر فى هذة الايام فكم من وعود معسولة
وكم من عهود مسموعة ومرئية
ولكن اين الوفاء بالعهد
واين صدق الوعود
واين واين
ما هو الوفاء؟
الوفاء أن يلتزم الإنسان بما عليه من عهود ووعود وواجبات وقد أمر
الله -تعالى- بالوفاء بالعهد فقال جل شأنه: {وأوفوا بالعهد إن العهد كان مسئولاً} [الإسراء: 34]. وقال تعالى: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم }.[النحل: 91].
المسلم يفي بوعده ولا يخلفه فإذا ما وعد أحدا وفي بوعده
ولم يخلف لأنه يعلم أن إخلاف الوعد من صفات المنافقين.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (آية المنافق ثلاث: إذا حدَّث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا ائتمن خان) [متفق عليه].
الغدر والخيانة:
اما العهد
ما يعاهد الإنسان به غيره
وقد يختلط الامر على الكثيريين منا فالعهد نوعان
عهد مع الله عز وجل:
فإن الله سبحانه و تعالى قال في كتابه:{ وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آَدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا }[الأعراف:172]
فقد أخذ الله العهد على عباده جميعا أن يعبدوه و لا يشركوا به شيئا لأنه
ربهم و خالقهم.فالإنسان يدرك بفطرته السليمة وعقله أن لهذا الكون
إلهًا واحدا مستحقا للعبادة هو الله سبحانه وهذا هو العهد الذي بيننا وبين الله
و عهد مع عباد الله
ومنه العهود التي تقع بين الناس بين الإنسان و بين أخيه المسلم بين المسلمين
و بين الكفارو غير ذلك من العهود المعروفة فقد أمر الله تعالى بالوفاء
بالعهد فقال عز وجل: :{ وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}[الإسراء:34].
يعني الوفاء بالعهد مسئول عنه الإنسان يوم القيامة يسأل عن عهده هل وفى به أم لا؟
و يأمر الله تعالى عباده المؤمنين بالوفاء بالعهود
قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَوْفُوا بِالْعُقُودِ}[المائدة:1]
و قال تعالى:{وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْئُولًا}[الإسراء:34]
وضرب لنا اجل امثلة للوفاء بالعهد
(وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَبِيًّا * وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِنْدَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا )[مريم:54-55].
كيفية الوصول الى الهدف المنشود
والوفاء بالعهد يحتاج الى عنصريين اذا اكتملا فى النفس سهل عليها ان تنجز
ما التزمت بة
فأن الله اخذ على أدم ابى البشر عهدا مؤكدا ألا يقرب الشجرة المحرمة لكن ادم ما لبث أن نسى وضعف ثم نكث فى عهدة
(وَلَقَدْ عَهِدْنا إِلى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً)
فضعف الذاكرة وضعف العزيمة عائقان كثيفان عن الوفاء الواجب
والانسان لانشغالة الدائم والمستمر فى امور الحياة يفعل الزمان فعله العجيب فى نفسة فتطمس المعالم الواضحة ويختفى كل ما هو بارز وواضح امامة
فيجب ان تتذكرى دواما ( وبعهد الله أوفوا ذلكم وصاكم به لعلكم تذكرون )
فاذا تذكرتى دائما هذا الميثاق وصحب هذا التذكير عزم يذلل الاهواء الجامحة ويهون الصعاب العارضة عزم يمضى فى سبيل الوفاء مهما طالت الصعاب
غاليتى انتى الفائزة فى الدنيا والاخرة
الوفاء سبب للسعادة فى الدنيا فصاحب هذا الخلق الحسن يحب الناس
ويحبونه ويتمكن من إرضاء الناس فتلين له المصاعب وينجح فى أعماله
ووظائفه ويترقى بسببها لأعلى الدرجات مما يودى فى النهاية الى توطيد اواصر المجتمع الاسلامى
وايضا الفوز بحب الله ورضاة وتكفير السيئات
(وَلَنَجْزِيَنَّ الَّذِينَ صَبَرُوا أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ
مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (النحل:96،97).
واخير يقول الشاعر
إذا قلــت في شـــيء نَــعمْ فــأتِمَّه فإن نَعَمْ دَين على الحر واجبُ
و إلا فقلْ لا واسترح و أرح بها لئــلا يقول الناسُ إنـــك كاذبُ
ويقول احدى الحكماء ايضا
اذا اردت ان تعرف وفاء المرء ودوام عهدة فانظر الى حنينة للوطن وتشوقة لاخوانة وكثرة بكاءة على ما مضى من زمانة
اللهم اعنا على الوفاء بالعهود والعقود وارزقنا تنفيذ الوعود واصرف عنا الخيانة والكذب
يا قادر يا عفو يا ودود
واعزنا من النفاق والشقاء وسؤ الخلاق
اللهم امين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى الة واصحابة اجمعين
0 التعليقات:
إرسال تعليق